responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 710
{أذلة على المؤمنين ...}
ـ[أم محمد]ــــــــ[17 - 11 - 2011, 08:50 م]ـ
البسملة1

قال الله تبارك وتعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54]

قال ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه الآية:
يعني تعالى ذكرُه بقوله: {أذِلّةٍ على المُؤْمِنِينَ}: أرقاءُ عليهم، رُحماءُ بهم, مِن قولِ القائل: ذَلّ فلانٌ لفلانٍ: إذا خضَعَ له واسْتَكانَ.
ويعني بقوله: {أعِزّةٍ على الكافِرِينَ}: أشدّاءُ عليهم غلظاء بهم, من قول القائل: قد عزّني فلان: إذا أظهر العزّة مِنْ نفسِه له, وأبْدَى له الْجَفْوةَ والغِلْظةَ.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذِكرُ مَن قال ذلك:
- حدثني المثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن هاشم, قال: أخبرنا سيف بن عمر, عن أبي روق, عن أبي أيوب, عن عليّ في قوله: {أذِلّةٍ على المُؤْمِنِينَ}: أهل رِقَّةٍ على أهلِ دينِهمْ, {أعِزّةٍ على الكافِرِينَ}: أهل غِلظةٍ عَلى مَنْ خالفَهم فِي دينِهم.
- حدثني المثنى, قال: حدثنا عبد الله بن صالح, قال: ثني معاويةُ بنُ صالح, عن عليّ بنِ أبي طلحة, عن ابنِ عباس: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}: يعني بالذِّلَّة: الرحمة.
- حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: ثني حجاج, قال: قال ابن جريج, في قوله: {أذِلّةٍ على المُؤْمِنِينَ} قال: رُحماءُ بينهم.
{أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} قال: أشدّاء عليهم.
- حدثنا الحرث بن محمد, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: قال سفيان: سمعت الأعمش يقول في قوله: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}: ضُعفَاءُ على المؤمنين.

ـ[أم محمد]ــــــــ[17 - 11 - 2011, 08:51 م]ـ
* وقال البغوي في تفسيره:
قوله عز وجل: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، يعني: أرِقّاء رُحَماء، كقوله عز وجل: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}، ولم يُرِدْ به الْهَوَان، بل أرادَ به أنَّ جانِبَهم لَيِّنٌ على المؤمنين. وقيل: هو مِنَ الذّلِّ؛ مِنْ قولهم: دابةٌ ذلولٌ؛ أنهم متواضعون؛ كما قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً}.
{أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}، أي: أشداء غلاظ على الكفار يعادونهم ويغالبونهم، مِنْ قولِهم: عَزّه أي؛ غَلَبَه. قال عطاء: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}: كالوَلَدِ لِوالِدِهِ وكالعَبْدِ لسَيِّدِه.
{أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}: كالسبع على فريسته، نظيره قوله تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.

ـ[أم محمد]ــــــــ[17 - 11 - 2011, 08:52 م]ـ
* وقال القرطبي في تفسيره:
قوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}: {أَذِلَّةٍ} نعت لقوم، وكذلك {أَعِزَّةٍ}؛ أي يرأفون بالمؤمنين ويرحمونهم ويلينون لهم؛ من قولهم: دابة ذلول أي تنقاد سهلة، وليس من الذل في شيء. ويغلظون على الكافرين ويعادونهم. قال ابن عباس: هم للمؤمنين كالوالد للولد والسيد للعبد، وهم في الغلظة على الكفار كالسبع على فريسته؛ قال الله تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29].

ـ[أم محمد]ــــــــ[17 - 11 - 2011, 08:53 م]ـ
* وقال ابن كثير في تفسيره:
وقوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}: هذه صفات المؤمنين الكمل أن يكون أحدهم متواضعاً لأخيه ووليه, متعززاً على خصمه وعدوه, كما قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}. وفي صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه الضحوك القَتّال؛ فهو ضحوك لأوليائه، قَتّال لأعدائه.

ـ[أم محمد]ــــــــ[17 - 11 - 2011, 08:54 م]ـ
* وقال الشوكاني في تفسيره:
ثم وصف سبحانه هؤلاء القوم بهذه الأوصاف العظيمة المشتملة على غاية المدح ونهاية الثناء من كونهم يحبون الله وهو يحبهم، ومن كونهم {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} والأذلة: جمع ذليل لا ذلول، والأعزة: جمع عزيز: أي يظهرون العطف والحنو والتواضع للمؤمنين ويظهرون الشدة والغلظة والترفع على الكافرين.

ـ[أم محمد]ــــــــ[17 - 11 - 2011, 08:56 م]ـ
* وقال السعدي في تفسيره:
(فهم للمؤمنين أذلة؛ مِن محبتهم لهم، ونُصحهم لهم، ولِينهم، ورِفقهم، ورأفتهم، ورحمتِهم بِهم وسهولة جانبهم، وقُرب الشيء الذي يطلب منهم).

ـ[أم محمد]ــــــــ[17 - 11 - 2011, 09:01 م]ـ
قال ابن كثير -رحمه الله-:
(وهذه صفة المؤمنين أن يكون أحدهم شديداً عنيفاً على الكفار, رحيماً براً بالأخيار, غضوباً عبوساً في وجه الكافر ضحوكاً بشوشاً في وجه أخيه المؤمن كما قال تعالى: {يَا أيُّها الذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الذينَ يَلونَكم مِن الكُفَّارِ ولْيَجِدُوا فيكُمْ غِلظةً} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثلُ المُؤمنينَ في توادِّهم وتراحُمِهم كمَثلِ الجَسد الواحد, إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالحمَّى والسَّهر». وقال صلى الله عليه وسلم: «المُؤمنُ للمُؤمن كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضاً». وشبَّك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه. كلا الحديثين في الصحيح). [تفسير آخر آية من سورة الفتح]
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 710
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست